مستشفيات مكة.. لماذا كل هذا الزخم؟ (1)
د. خالد يوسف بكري* اليوم أبدأ، بحمد الله، سلسلة جديدة من كتاباتي، أُسطّر فيها أفكاري، وأرسم بالكلمات ملامح من واقعٍ نعيشه وأحلامٍ ننشدها.* أبدأ هذه الرحلة بقلمٍ يحمل شغف التعبير ، وأملًا في أن يجد ما أكتبه صدى في القلوب، وفائدة في العقول، بعد النجاح الذي حقتته سلسلة مقالاتي السابقة التي كانت تحت عنوان : خلال ح.رب الكرامة.. ماذا قدمت مؤسسة البصر لإنسان السودان؟* كما قيل للكلمة وقع، وللصدق أثر، وللكتابة رسالة… واليوم أفتح أولى صفحات سلسلة تحمل شيئًا من الوعي، ووميضا من الأمل، وبعضا من التجارب التي تستحق أن تُروى.* أبدأ اليوم سلسلة جديدة، لعلها تلامس شيئا وتفتح نافذة للحوار والتأمل، في وقت نحن فيه أحوج ما نكون للكلمة الهادفة والفكر النبيل، فالكتابة ليست ترففا، بل مسؤولية. *من عمق الواقع، ومن نبض الحياة اليومية، أنطلق في هذه السلسلة لأشارككم خواطر وتجارب وموضوعات نعيشها جميعا في هذه المؤسسة، ولكن ربما نحتاج إلى أن نراها بعيون مختلفة.* في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتزاحم فيه الهموم، تكون الكتابة مساحة للتأمل، واليوم أبدأ هذه السلسلة لأفتح نافذة للحوار والمشاركة.* ليست هذه السطور إلا محاولة صادقة لتسجيل ما يجول بالخاطر من رؤى وأفكار، أبدأ بها سلسلة لعلها تجد فيكم قارئا متأملاً وشريكًا في الهم والفكرة.* هذه السلسلة ليست مجرد كلمات، بل هي نبض من واقع نعيشه، ومساهمة متواضعة في فهم أنفسنا ومجتمعنا بشكل أعمق.* من بين الركام، يولد الأمل، ومن رحم المعاناة تخرج الأفكار الناضجة. بهذه الروح أبدأ اليوم سلسلة أرجو أن تكون نافعة ومُلهمة.* أقول : بدأت مؤسسة البصر العالمية ( مجموع مستشفيات مكة لطب العيون ) ، عملها في السودان في أوائل تسعينيات القرن الماضي، واضعة نصب عينيها هدف مكافحة العمى وتقديم خدمات العيون المجانية للمحتاجين، خاصة في المناطق النائية والفقيرة، من باب ( تقديم الخدمات للفقراء في أماكنهم ). * فكانت البداية من خلال القوافل الطبية، المتنقلة التي جابت عدداً من الولايات، حيث أجريت آلاف العمليات المجانية، مما أسهم في إعادة البصر لآلاف المرضى.* ثم تطور العمل تدريجيا فتم تأسيس أول مستشفى متخصص في طب وجراحة العيون وهو: مستشفى المغربي( مستشفى مكة الرياض حاليا ) ، ليكون نواة شبكة مستشفيات انتشرت لاحقاً في عدة ولايات منها الخرطوم، الجزيرة، البحر الأحمر، كسلا، شمال كردفان، والنيل الأزرق.* وقد ركزت المؤسسة في السودان على:-إجراء العمليات المجانية للمياه البيضاء والزرقاء.- تدريب الكوادر الطبية المحلية.- توفير الأجهزة الحديثة في مجال العيون.- إنشاء مراكز متخصصة للتعليم الطبي والبحث العلمي. * واليوم تُعد مؤسسة البصر (مجمع مستشفيات مكة لطب العيون ) من أبرز المنظمات الصحية العاملة في مجال مكافحة العمى داخل السودان وخارجه، بشراكات واسعة مع وزارة الصحة ومنظمات دولية.* اهتمامات المؤسسة :- البعد الإنساني والتنموي: فلم تقتصر المؤسسة على الجانب العلاجي فقط، بل تبنّت منهجا إنساني وتنمويا عبر بناء القدرات الصحية، وإنشاء مراكز تدريب إقليمي، في مجالات العيون والتخصصات الدقيقة.- وساهمت في إدخال تقنية الفيكو (جراحة المياه البيضاء بدون خياطة)، وكانت من أوائل الواجهات التي استخدمتها في السودان.- الشراكات والتعاون: تعاونت المؤسسة مع وزارة الصحة الاتحادية والولائية، والمجلس القومي للتخصصات الطبية، في مجال التدريب والتخصص.- كما نسّقت مع منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO)، والاتحاد الدولي لمكافحة العمى (IAPB).- الاستجابة في أوقات الأزمات: خلال جائحة كورونا وفترات النزاعات، استمرت المؤسسة في تقديم الخدمات عبر المستشفيات والقوافل.- وخلال الح.رب الدائرة في البلاد الآن: واصلت بعض مستشفياتها تقديم الخدمة رغم الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة.- نواصل في العدد القادم – إن شاء الله تعالى –



إرسال التعليق